إنه لأمر يدعو للدهشة والاستغراب، إذا ما فكرنا في كيفية تغيير التكنولوجيا للعالم من حولنا، والذي أدى إلى ظهور أشكال جديدة من التعليم لم نفكر فيها من قبل ولم تخطر يوما على بال أحد منا.
طلابنا يركزون رقميا أكثر من أي وقت مضى، أنهم يقضون الكثير من الوقت في التفاعل مع الأجهزة المحمولة الخاصة بدرجة تفوق الوقت الذي يتفاعلون فيه مع والديهم أو أقاربهم، وذلك باعتراف الجميع.
هذه الطفرة الرقمية كان لها التأثير الإيجابي والسلبي على طلابنا على حد سواء، بما في ذلك عدم القدرة على التركيز، ومحدودية الانتباه والتشتت والتحفيز البصري الزائد وسرقة الهوية، والافتقار إلى التنشئة الاجتماعية في العالم الحقيقي، وقضايا الخصوصية، والاكتئاب، وهناك غيرها الكثير، والذي ليس إلا نتيجة مباشرة للتعرض المتزايد لهذه التكنولوجيا. وقد أثبتت الدراسات أن تعدد المهام والتي يتفاخر بها بعض خبراء التكنولوجيا التعليمية والمتعلقة باستخدام التكنولوجيا اليوم، تقلل من قوة تركيزنا إلى النصف. ومع ذلك لا ينبغي لنا النظر إلى الجانب الفارغ من الكأس فقط، الجانب الآخر هو الأهم.
في الواقع هناك عدة إيجابيات لاستخدام التكنولوجيا في التعليم ومحاولة ذكرها جميعا هنا هو محاولة لا يتسع لها نطاق هذه التدوينة. وبصفة عامة، لا يوجد اثنان يختلفان في حقيقة أن مزايا التكنولوجيا وأثرها الايجابي في التعليم وفي حياتنا بشكل عام تفوق المضار التي يمكن أن تحدثها. فبفضل التكنولوجيا أنت الآن تقرأ في هذه المدونة وربما تتشاركها مع زملائك..
نحن كمعلمين لا يمكن لنا أن نغمض أعيننا و نتعامى عن حقيقة أن التعليم الذي يحتاجه طلابنا اليوم والأساليب المطلوبة لهذا النوع من التعلم مختلفة تماما عما كانت عليه في الماضي زمن أن كنا على مقاعد الدراسة. نحن، بالتأكيد، بحاجة إلى أن ننظر في بعض المهارات، ونحن، كمعلمين، نحتاج إلى تجهيز أنفسنا للتعايش بشكل أفضل ولنصل إلى مستوى التحدي. وليس هناك تحدٍ أكبر بالنسبة لنا كمعلمين من اجتذاب الطلاب وحملهم على التشارك. يري المتخصصين في موقع
تكنولوجيا التعليم والتعلم النقال أن هناك مهارات أساسية يجب على المعلم أن يكون قادرا على القيام بها ليتمكن من تقديم تعليم يستثير الطلاب ويتلاءم وطريقة تفكيرهم الرقمية.
يستعرض الموقع 33 مهارة مصحوبة بالعديد من الأدوات التي تمكن المعلمين والطلاب من تعلم وممارسة هذه المهارات في أقل من دقائق. سنستعرض هنا البعض منها وسوف يتم استكمال جزء آخر في تدوينه لاحقة.
أود أن أشير إلي أن الكثير من الأدوات التي يستعرضها الموقع ربما تكون هناك برامج على أجهزتنا تؤدي نفس الغرض مثل البرامج الخاصة بتحرير مقاطع الفيديو التي يعرضها الموقع والتي يؤديها برنامج أدوبي بريمير برو باحترافية. كما أن البعض من هذه الاستخدامات التي يتم عرضها هي متوفرة في تطبيقات الأوفيس الحديثة، ولكن ما يميز هذه الأدوات التي يتم استعراضها أنها تتمتع بخصائص تطبيقات الويب 2.0 وأهمها خاصية النشر والمشاركة، كما أنها تصنف ضمن البرمجيات الحرة .
قبل البدء باستعراض هذه المهارات أود أن أقول أنه من المهم البدء في تجربتها واستغلالها بشكل أفضل. وسيكون من الرائع مشاركتك لنا تجربتك على صفحات هذه المدونة .
معلم القرن الحادي والعشرين يجب أن يكون قادراً على:
إنشاء وتحرير الملفات الصوتية الرقمية
هناك العديد من الأدوات والتطبيقات على الإنترنت، التي تساعد على عمل الملفات الصوتية، ولكن السؤال هنا: ما هي الأداة المناسبة لك؟ فأنت كمعلم قد تكون في حاجة إلى تطبيقات ويب بسيطة، وسهلة الاستخدام وقبل كل شيء مجانا. العرض التقديمي التالي يستعرض 12 من هذه الأدوات التي يمكنك استخدامها والبدء بتجربتها واختيار الأنسب لك.
بعد اطلاعي علي هذه الأدوات. وقع اختياري على Vocaro والذي قمت بتجربته وقد لا يكون الأفضل وربما أنتم بعد تجربتكم تستطيعوا أن تفيدونا بالأداة التي تنصحوننا بها.
ما هو Vocaro؟
Vocaro هو موقع لتسجيل مقطع صوتي وإرساله فوراً عبر الويب تجدونه على الرابط التالي:
http://vocaroo.com/
Vocaro هو خدمة تسجيل الصوت الرائعة. إنها تسمح لك بسهولة وعلى الفور بتسجيل ملفاتك الصوتية ومشاركتها مع الآخرين.
يمكن للمعلم استخدام Vocaro لتسجيل مقاطع صوتية كما أنه بالإمكان مشاركتها مع طلابه في الصف. يمكن للمعلم تسجيل إجابات الأسئلة الخاصة بحلقة دراسية و بإمكان الطلاب الاستماع إليها في نهاية الدرس أو أي وقت يشاءون. بالطبع هناك الكثير من المجالات التي قد تقترحون علينا تنفيذها بعد استخدامكم هذه الأداة. للبدء في استخدام Vocaro، ما عليكم إلا التوجه للصفحة الرئيسية والبدء بتسجيل صوتكم.
ما يميز Vocaro هو بساطته وسهولة الاستخدام. معظم أنظمة التسجيل الصوتي معقدة ويصعب استخدامها وهذا هو السبب في تجنب المعلمين لها . أما Vocaro فهو يقدم تجربة مختلفة. فهو مجاني ولديه واجهة سهلة الاستخدام. لا أقول هذا على سبيل الترويج له ولكن من واقع استخدامي له.
استخدام المفضلات الاجتماعية Social bookmarking لتقاسم الموارد مع وبين المتعلمين
إذا كنت من أمثالي الذين عندما يبدءون البحث عن موضوع ما فإنهم يفتحون ما يفوق الـ 40 علامة تبويب وفي أكثر من نافذة منفصلة، سيكون قمة الإحباط لك إذا ما فصل الجهاز وأردت أن تستعيد هذه الصفحات ولم تكن قد فعلت خاصية استعادة الصفحات، وقد حدثت معي مرارا . كما أنه شعور مزعج أن تبحث من جديد عن صفحات لا تذكر الكثير عنها وأضف إلي ذلك المشاكل التي تحدث نتيجة لفتح عشرات الصفحات على الإنترنت دفعة واحدة. واحدة من أهم الأشياء التي تعلمناها من هذا الشيء هي ضرورة عمل نسخة احتياطية من الصفحات التي نعتقد أنها مهمة لنا ونحتاج لقراءتها مرة أخري، أو لا يوجد لدينا الوقت الآن لقراءتها ومن المهم قراءتها لاحقا.
الاحتفاظ بالنسخة الاحتياطية من الممكن أن نقوم بها من خلال المفضلة الموجودة على أجهزتنا ولكن باستخدام المفضلة الاجتماعية social bookmarking نحصل على ميزات أفضل.
تعريف المفضلة الاجتماعية ومزاياها:
المفضلة الاجتماعية social bookmarking هي عبارة عن نسخة أون لاين من المواقع المفضلة لديك، ولكن كما قلنا بإمكانيات أكثر. تستطيع باستخدام المفضلة أن تحفظ مواقعك المفضلة علي الإنترنت وأن ترسلها لطلابك كما تستطيع أن تري المواقع المفضلة لطلابك. في حال وضعوا خيار رؤيتها للآخرين. كما أنه باستطاعتك أن تصنف مواقعك كل مواقع تحت تصنيف آو أكثر وأن تبحث في مفضلات الآخرين، بمعنى آخر يمكن اعتبارها محرك بحث ذكي ومن أشهر المواقع التي تمكن ذلك موقع del.icio.usوموقع furl وsimpy.
يوفر الموقع التالي قائمة من أفضل مواقع المفضلات الاجتماعية للمعلمين.
بإمكانكم الاطلاع عليه واختيار ما يناسبكم ونرحب بتعليقاتكم على هذه الأدوات بعد استخدام أي منها.
اخترت هنا أن أشارككم التعرف على إحداها وهي
Readit Later وتعرف بين الكثيرين من المستخدمين باسم المحفظة Pocket وتستطيع من خلال هذا الموقع حفظ ما تريد مما على الإنترنت: سواءً كان مقالة أو فيديو أو صورة، وتشاهدها في أي مكان و أي وقت.
يمكن حفظ ما تريده من الإنترنت على أي جهاز (سواءً iOS، الأندرويد، كيندل Fire، أي متصفح إنترنت) ويمكن المشاهدة على أي جهاز من الأجهزة السابقة. يتمتع هذا التطبيق بواجهة سهلة الاستخدام وجميلة، ويوجد به قسم للمواضيع وقسم للفيديو وقسم للصور. ويمكن عمل Tags و حفظ ما تريده في المفضلة.
استخدم التطبيق حتى نهاية سنة 2012 أكثر من 8.5 مليون وتم حفظ أكثر من 240 مليون محتوي.
أنا واحدة من مستخدمي هذا التطبيق وأجد سهولة كبيرة في استخدامه وبإمكانكم الاطلاع على الصورة التالية للتأكد من سهولة الوصول إلى ما أقوم بحفظه.
Pocket
استخدام المدونات blogs والويكي wikis لإنشاء المنصات الإلكترونية للطلاب
بلا شك أن الأدوات والتطبيقات التي تسمح بتكوين المحتوي على الإنترنت ومشاركته هي أدوات في غاية الأهمية للطلاب والمعلمين على حد سواء. فعلاقاتنا مع الإنترنت تغيرت ودخولنا لساعات متواصلة في ازدياد إلا أن القدرة على النشر والمشاركة والتواصل الذي ينصب على إثراء المحتوي التعليمي لم يرتقي بعد للمستوي المطلوب ولم يتم توظيف تطبيقات كثيرة أوجدتها التكنولوجيا لصالح التعليم.
ذلك يدفع بالمعلمين لإدخال التدوين كإجراء تعليمي. إنشاء مدونة ليس بالأمر الصعب بل هو في غاية السهولة بحيث يمكن لطالب المرحلة الابتدائية القيام به وبدون تدخل من المعلم. الأمر المهم ما بعد الإنشاء… الطرق التي سيتم استخدام المدونة وكيفية تفعيلها وجعلها أداة مسهلة للتعلم وقضاء للإبداع هي التي تضعها على المحك.
وقبل التطرق للمواقع التي تسمح بإنشاء مدونات وصفحات مجانية من المهم أن نثير مع طلابنا بعض القضايا الحساسة بخصوص المدونات والنشر على الإنترنت بصفة عامة وأهمها الأمن والسلامة وكيفية حماية الهوية الرقمية أثناء عملهم على الإنترنت. كما أنه من المهم أن يعي الطلاب أنهم عندما يكتبون على صفحات المدونة، فهم يعكسون ذاتهم ومجتمعهم، فإن لم يكن لديهم ما يكتبونه فليس بالضروري أن يكتبوا. فهناك من يقرأ لهم ويتابع ويميز ويقيم.
العرض التقديمي التالي مقسم إلى قسمين :
- القسم الأول منصات التدوين التي يمكن للمعلمين والطلاب استخدامها لإنشاء واستضافة بالمدونات الصفية.
- القسم الثاني تطبيقات حرة لإنشاء مواقع وصفحات ويب بسيطة للفئة الخاصة بك.
بعد الاطلاع على هذا العرض يمكنك أن تجرب أكثر من تطبيق وفي النهاية تقرر ما الأداة أو التطبيق الذي تستطيع التكيف معه.. بالنسبة لي جربت الكثير من هذه الأدوات في سنوات سابقة إلا إنه في النهاية وجدت أن وورد بريس هو التطبيق الذي شعرت بتفاهم وارتياح معه،، ربما غيري لا يرى ذلك،، أما بالنسبة لتصميم صفحات الإنترنت فإنني أحب أن أشير إلي موقع جوجل الذي يوفر خاصية إنشاء صفحة الويب خلال اقل من 5 دقائق.
موقع Studio قمنا بتصميمه باستخدام موقع
Wix والذي يحتوي على أكثر من 100 قالب يمكنك الاختيار فيما بينها.
العرض التقديمي يوفر العديد من إمكانيات التجريب ،ونحن بدورنا ننتظر قراءة تجاربكم و تعليقاتكم………
اعداد: هيام حايك – كاتبة بمدونة نسيج